سكان منطقة الجبل الأبيض خارج النطاق المألوف
بالرغم من مرور أكثر من 1417 عاما على إسلام أهل عمان, وأكثر من 36 عاما على تولي [/size]السلطان قابوس مقاليد الحكم في عمان, إلا أن سكان الجبل الأبيض حسب المعلومات الوارده من هناك بأنهم بلا دين ولا حاكم يعرفون, فقد كانوا قبل عام 2002م لا يمارسون أية شعيرة من [/size][size=16]شعائر الدين, فهم لا يعرفون عن الإسلام شيئا, ولا يعرفون الله عز وجل, كذلك لا يعرفون حاكم عمان.
[b]فلذلك سألوا عن إمامة عمان وعن اهم الشخصيات تاريخية مشهورة كان لها صوت في الزمن الغابر
قبل 50عاما. ومن شاهد حياة هؤلاء السكان تذهب به مشاهد الحياة إلى قاموس البدائية,
فلا عين رأت ولا أذن سمعت عن تلك الحياة القاسية في عمان التي عاشتها أجيال وكادت أن تعيشها أجيال أخرى لو لا فضل الله,وفضل الحكومة التي تولت الأمر بعد ذلك.
فمنطقة الجبل الأبيض تقع بولاية دماء والطائيين بالمنطقة الشرقية.تجاورها شمالا قريات،وجنوبا ولاية ابراء، ومن الغرب ولاية المضيبي.
[b]لقد كان خبر مذهلا حقا للشعب العماني الذي تغمره نعمة الله جلت قدرته والتي تجلت في الإسلام ومنجزات النهضة، فالأمر يبدو غريبا عند البعض أن تكتشف أن أناسا في هذا الزمن الذي امتزجت فيه روح الأصالة بالحداثه،فقد كانوا أناسا بدائيين وبسطاء للغاية، أناس كتب لهم أن يقضوا برهة من الزمن في الفقر،فقر الدين، وشح العيش،قضوا برهة من الزمن لا توحيد ولا دين لديهم
فـ غاب عنهم نور الإسلام ومبادئه السامية،فكيف تسمو النفس الإنسانية بغير سمو الإسلام ..؟
إنهم كانوا بعيدون كل البعد عن الإسلام، مثلما كانوا بعيدين عن منجزات النهضة ورفاهية العيش
ورقي الحضارة، فعاشوا في أحضان الكهوف بقمم الجبال، ربما قصة هؤلاء السكان مشوقة للسرد،
ولكن لا بد أن نعترف إنها كانت مأسوية جدا...
ففي الأونة الأخيرة عام 2002م شغلت قصة هؤلاء السكان الشارع العماني، وليس الأمر يبدو غريبا
أن تكثر الإشاعات حول قصة هؤلاء السكان، فالزمن لم يرحمهم،فكيف بالإنسان أن يرحم أو بالأحرى
يترحم لحياتهم القاسية، لا أريد الإطالة حول القيل والقال...فالقاريء ربما يقف في حيرة ليتناغم بين
الفينة والأخرى مع روعة التحدي التي اتسمت بها روح هؤلاء السكان الآن.
إنهم أناس كانوا ليس مع الأحياء ولا مع الأموات، فخاضوا معركة مصيرية بين نكون ولا نكون ،
وعاشوا ردحا من الزمن خارج النطاق المألوف لحياة المواطن العماني في الوقت الحاضر...
إنهم ليس بدوا ولكن نمط حياتهم كانت كالبدو..ورحلة الشتاء والصيف فرضتها عليهم الظروف
القاسية.ففي فصل الصيف يسكن السكان في منازلهم، وذلك بسبب الجو المعتدل نسبيا، إذ يصنع البيت من أوراق الأشجار التي تكون طوي لة, كذلك من جلود ال*****ات بعد تجفيفها ودباغتها بحيث لا تترك أية رائحة،
والحجارة تكون مبنية على شكل دائري ومرصوفة رصفا ثابتا، بحيث لا يتزحزح
ولا يتحرك. وفي بعض الأحيان تكون مبنية من مادة قماشية تسمى محليا( الطربال)
تحمي من الأمطار الخفيفة وأشعة الشمس، وتكون على شكل خيمة مثل التي تستخدم مع البدو.
أما في فصل الشتاء يتنقل السكان للعيش داخل الكهوف والجروف والفجوات الواسعه وذلك بسبب البرودة الشديدة التي تنخفض
إلى ما دون الصفر. والهجرة الثانية تكون أثناء سقوط الأمطار وانقطاعها وذلك لأنها مصحوبة ببعض البرد (المحصي).
فالبيوت في منطقة الجبل الأبيض هي بيوت قديمة تأخذ شكل مدافن ، وهي دائرية من الأسفل مبنية [size=16]من الحجارة المستطيلة لها باب صغير وليس بها نوافذ ، كما أنها ضيقة ومن داخلها تخلو من الأثاث
والأدوات المنزلية والأغراض الأخرى...وتتكون هذه المنازل من غرفة واحدة فقط للنوم والطعام معا، ومنازلهم موزعة توزيعا عشوائيا..
أما نظام المعيشة لدى السكان تتميز بالصعوبة وقلة متطلبات الحياة، فالحياة الإقتصادية عندهم تعتمد على مهنة الرعي ، فكل اسرة تمتلك تقريبا قطع من الأغنام قد تصل في أقل تقدير إلى 200 رأس،
يتناوب جميع أفراد الأسرة في رعيها بالجبال. وتعتبر الحمير الوسيلة الوحيدة للنقل والمواصلات حيث يعتمد عليها في جلب المياه من أماكن بعيدة. فقد كان البعض منهم يذهب في الصباح ويعود في المساء بكميات محدودة من المياه تكفي لعملية الطبخ لمدة يومين،
فالمنطقة الجبلية لا تتجمع فيها مياه الأمطار إلا لفترة قصيرة على هيئة مستنقعات غير صالحه للشرب. وال*****ات السائدة هي الماعز والأ غنام
والحمير وال**** ، كذلك الذئاب التي كانت العدو اللدود لسكان المنطقة، وتنمو أيضا اشجار السمر والسدر والزعتر والمقل...
وما زال السكان يعتمدون على العلاج التقليدي في معالجة مرضاهم لجميع الحالات المرضية.
والناحية الصحية صعبة للغاية نظرا للظروف الصعبة التي يعانيها الأهالي والمتمثلة في قلة المياه
وعدم توفر الرعاية الصحية ، وضعف الثقافة الصحية. وقد تبين من خلال الزيارات التي تقام حاليا للمنطقة تزايد حالات الوفيات بين الأطفال والكبار نتيجة تعرضهم لضربات الشمس الحارقة بالصيف،
وموجات البرد الشديد بالشتاء ، وفي أواسط النساء بسبب الإجهاض وعسر الولادة في بعض الأحيان،
وكذلك يتم الزواج من الفتاة في سن مبكر جدا ..عندما تبلغ البنت سن السابع فما فوق يتم تزويجها..
وقد كانوا قبل عام 2002م لا يعرفون الكتابة ولا القراءة، فالأطفال من سن
(6 سنوات إلى سن 16 سنة) لم يلتحقوا بالمدارس،
وثقافتهم العامة ضعيفة، وكذلك معلوماتهم عن الأخرين شبه منعدمه ،
ولا يخالطون الأخرين، فقد كانوا يهربوا من الأخرين ، كذلك تخلو المنطقة من المساجد فهم كانوا لا يمارسون الشعائر الدينية..وقد حدثنا أحد الذين ذهبوا لتعليمهم أمور دينهم بأنهم واجهو صعوبة في تعليمهم الإسلام ، فهم لا يعبدوا أحد وكانوا يردوا في البداية أن ربهم( هلال)، وبعد ذلك تبين أن اسم(هلال) شيخ القبيلة.
لقد كانت السنوات التي سبقت 2002م سنوات حالكة وقاسية لسكان الجبل الأبيض, ونستطيع القول
أن بعد عام 2002م إنها سنوات الذهبية...ونافذة السعادة والرقي الحضاري لهؤلاء السكان ،
فقد قامت
الحكومة العمانية بدور بارز وفعال لخدمة هؤلاء السكان وتوفير الراحه والرفاهية، وتم إنشاء أربعة طرق تودي إلى الجبل الأبيض ، وكذلك تم افتتاح 98 وحدة سكنية (منازل شعبية ) موزعه على ثلاثة مواقع،
كل موقع يحتوي على وحدات سكنية ومسجدا وسبلة عامة، وتم رصف الطرق الداخلية بين هذه الوحدات السكنية ، وقد بلغت التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع (952372) ريالا عمانيا،
أما في إطار الخدمات الأخرى فقد تم انشاء هاتف عمومي يعمل لا سلكيا وتقوم الحكومة بتوفير بطاقات مجانية لسكانه للأتصال بأرقاربهم وذويهم المتواجدون اسفل الجبل.
وتم انشاء ماء ارتوازي وذلك من اجل توفير المياه العذبه، وتقوم الحكومة حاليا باستئجار حافلة لنقل المياه من اسفل الوادي بقيمة
500 ريال للمرة الواحدة.
أما خدمات التعليم نظرا لصعوبة المواصلات، فقد طلب من السكان أن يرسلوا أبنائهم إلى المدارس[/size]
[size=16]المجاورة والتي تبعد حوالي 50 كم عن مناطقهم. فهم يخرجوا في الصباح الباكر حوالي الرابعة فجرا
ويعودون في الرابعة مساءا وذلك بسبب طول المسافة ووعورة الطريق..ومؤخرا تم استئجار مساكن للطلاب والطالبات.
كذلك يقوم فريق طبي بزيارة المنطقة بين الفينة والأخرى لتقديم الرعاية الصحية
للأهالي. كما يقدم لهم حاليا رواتب شهرية من قبل الضمان الإجتماعي. كما قامت وزارة الزراعه بإنشاء مزرعة تجريبية تزرع فيها البن والرمان وغيرها من المحاصيل التي تناسب الظروف المناخية.
[size=16]المجاورة والتي تبعد حوالي 50 كم عن مناطقهم. فهم يخرجوا في الصباح الباكر حوالي الرابعة فجرا
ويعودون في الرابعة مساءا وذلك بسبب طول المسافة ووعورة الطريق..ومؤخرا تم استئجار مساكن للطلاب والطالبات.
كذلك يقوم فريق طبي بزيارة المنطقة بين الفينة والأخرى لتقديم الرعاية الصحية
للأهالي. كما يقدم لهم حاليا رواتب شهرية من قبل الضمان الإجتماعي. كما قامت وزارة الزراعه بإنشاء مزرعة تجريبية تزرع فيها البن والرمان وغيرها من المحاصيل التي تناسب الظروف المناخية.
ويبقى السؤال هل يا ترى في أحضان جبالك يا عمان قصص مثيله ومثيره..؟